يرى العلماء أن خلق جسم الإنسان معجزة بحد ذاتها؛ إذ يتكون من مجموعة من الأجهزة الحيوية تعمل كلها في نظام متوافق، ومن أهم تلك الأجهزة الحيوية الكليتين، وهما زوجان من الأعضاء على شكل حبة الفول على جانبي عمودك الفقري، أسفل أضلاعك وخلف بطنك، يبلغ طول كل كلية حوالي 4 أو 5 بوصات، تقريبًا بحجم قبضة اليد الكبيرة، دعنا نتعرف على وظيفة الكلى؛ كي يتسنى لنا فهم مخاطر انسداد حوض الكلى.
وظيفة الكلى
وظيفة الكلى هي تصفية الدم؛ إذ تزيل النفايات وتتحكم في توازن السوائل في الجسم، ويمر كل الدم الموجود في جسمك من خلالها حوالي 40 مرة في اليوم.
يدخل الدم إلى الكلى للتخلص من الفضلات وتعديل الملح والماء والمعادن إذا لزم الأمر، ثم يعود الدم المصفى إلى الجسم بينما تتحول النفايات إلى بول يتجمع في حوض الكلى (هيكل على شكل قمع). يتصل بكل كلية حالب، من خلاله يتدفق البول المجمع في حوض الكلى إلى المثانة.
مفهوم انسداد حوض الكلى
هو انسداد جزئي أو كلي لمنطقة اتصال حوض الكلى بالحالب (UPJ)؛ فيتباطأ تدفق البول أو يتوقف تمامًا مع زيادة ضغط السوائل داخل الكلى.
من الممكن أن يؤدي الضغط المتزايد داخل الكلى مع مرور الوقت إلى تدهور وظائف الكلى؛ مما يزيد من خطر الفشل الكلوي.
أسباب انسداد حوض الكلى
تنقسم أسباب انسداد حوض الكلى إلى أسباب خلقية أو أسباب مكتسبة، كما يلي:
1– أسباب انسداد حوض الكلى الخلقية
تتضمن أسباب انسداد حوض الكلى الخلقية:
- خلل في نمو الكلى.
- قد تكون فتحة الحالب ضيقة جدًا؛ لا تسمح بمرور البول.
- اتصال الحالب بالحوض الكلوي في وضع مرتفع للغاية؛ مما يخلق زاوية غير طبيعية بين الحالب والكلى بوضع لا يسمح بنزول البول.
- الترتيب الأوعية الدموية الكلوية في منطقة حوض الكلى بشكل غير طبيعي؛ من الممكن أن يكون سببًا في انسداد حوض الكلى.
- تشوهات في أنسجة حوض الكلى والحالب المسؤولة عن الانقباضات؛ لنزول البول.
2– أسباب غير خلقية أو مكتسبة
بينما تشمل الأسباب المكتسبة:
- الإصابات الخطيرة، مثل: كسر الحوض وحوادث السيارات خاصة.
- أمراض الكلى أو المثانة أو الرحم أو القولون.
- حصوات الكلى.
- جلطات الدم.
- يمكن أن تسبب اضطرابات الجهاز العصبي انسداد حوض الكلى.
- بعض العمليات الجراحية في الكلى، خاصة تلك العمليات التي تُجرى بالطرق التقليدية؛ يمكن أن تؤدي إلى ضيق حوض الكلى الثانوي.
أعراض انسداد الكلى
تتعدد اعراض انسداد الكلى ولذلك يجب الانتباه لها لتفادي المضاعفات، وتتضمن:
- صعوبة في التبول وقلة كمية البول في حالات انسداد الكليتين.
- الحمى.
- التهابات المسالك البولية.
- ألم في الجزء العلوي من البطن أو الظهر، عادة ما يظهر بعد شرب السوائل، ويحدث الألم بسبب احتباس البول الذي يضغط على الكلى والأنسجة المحيطة
- حصوات الكلى.
- النزيف البولي أو دم في البول.
- تقيؤ.
أعراض انسداد حوض الكلى عند الأطفال
في أغلب حالات انسداد حوض الكلى لدى الأطفال لا تظهر أعراض صريحة، ويُكتشف الانسداد عند عمل سونار على البطن لأي أسباب أخرى أو عند عمل سونار للأم الحامل خلال فترة الحمل؛ لمتابعة نمو الجنين.
بما أن البول هو أحد مكونات السائل الأمنيوسي؛ لا يستطيع الجنين المصاب التبول خارج الجسم؛ مما يؤدي إلى انخفاض حجم السائل الأمنيوسي.
بينما ضعف النمو عند الرضع قد يكون من أعراض إنسداد حوض الكلى عند الأطفال.
كيفية تشخيص انسداد الكلى قبل الولادة وبعدها؟
يمكن أن يُظهر فحص الموجات فوق الصوتية قبل ولادة الطفل الانسداد؛ إذ تتضخم الكلى ويزيد حجمها عن الحجم الطبيعي نتيجة احتباس البول، وهي حالة مرضية تُعرف باستسقاء الكلية.
يجب أخذ عينة من دم المريض ومن ثم إجراء اختبارات دقيقة عليها في المختبر، مثل:
- صورة الدم الكاملة (CBC)
- تحليل وظائف الكلى، وتشمل:
- فحص نسبة الكرياتينين (Creatinine) في الدم.
- قياس معدل الترشيح الكبيبي أو معدل الترشيح الكلوي (GFR).
- فحص نسبة نيتروجين اليوريا في الدم (BUN).
3. فحص عينة من البول:
بفحص عينة من البول؛ قد تظهر التهابات المسالك البولية المتكررة في هؤلاء المرضى.
4. الرنين المغناطيسي (MRI) والأشعة المقطعية (CT):
يمكن أن تُظهر انسدادت في الكلى أو الحالب أو المثانة.
5. المسح الذري على الكليتين:
لتحديد مدى سوء الانسداد في الكلى المصابة، وتحديد النسبة المئوية لوظيفة كل كلى على حدة.
علاج انسداد الكلى
قد تتحسن الحالة تلقائيًا في العديد من الأطفال الذين يعانون من انسداد الكلى خلال الأشهر الثمانية الأولى بعد ولادتهم.
لكن لابد من المتابعة الدورية باستخدام الموجات فوق الصوتية وعمليات الفحص المتكررة؛ لمراقبة الحالة والتأكد من أنها لن تسبب ضررًا دائمًا.
إذا لم يتحسن تدفق البول واستمر الانسداد بعد الثمانية عشرة شهرًا الأولى من الحياة، فعادةً ما تكون الجراحة مطلوبة لعلاج انسداد الكلى.
بعض الحالات تتطلب إجراء عملية رأب الحويضة (ترميم حوض الكلى)، وفيها يفصل الطبيب الحالب عن حوض الكلى ويعاد توصيله مرة أخرى بفتحة أوسع. هدف الجراحة هو السماح للبول بالنزول، والقضاء على الأعراض وتقليل فرص الإصابة بالعدوى.
جراحة البطن من خلال منظار:
وهو أنبوب رفيع طويل لا يتطلب سوى شق صغير، يُدخل الجراح من خلاله الأدوات الجراحية.
الخيار الآخر هو إدخال سلك عبر الحالب للوصول إلى موقع الانسداد داخليًا، ثم يُستخدام السلك لقطع الانسداد ومن ثم إدخال أنبوب رفيع لبضعة أسابيع.
يعد الخيار الأخير هو أفضلهم؛ إذ لا يتضمن أي شقوق جراحية أو ألم، ولكن معدل نجاحه أقل وقد يلزم تكراره أكثر من مرة.
ماذا بعد العلاج؟
تستغرق عملية ترميم حوض الكلى عادةً بضع ساعات، وتحقق نسبة نجاح تصل إلى 95٪.
ينبغي للمريض البقاء في المستشفى لمدة يومين أو ثلاثة أيام بعد الجراحة. يمكن إدخال أنبوب تصريف في الكلية أو الحالب للمساعدة في تدفق البول في أثناء الشفاء.
يتساوى معدل نجاح تقنيات ترميم حوض الكلى بالمنظار مع مثيلتها عن طريق طرق الجراحة التقليدية، لكنه يتطلب مهارات أكثر من الناحية الفنية للجراح ويعتمد على عمر المريض ووزنه.
كيف يمكن الوقاية منه؟
لم يجد الباحثون أي صلة بين النظام الغذائي أو تغذية الحامل، ووجود انسداد في حوض كلى الجنين النامي.
لذا لا يبدو أن هناك أي شيء يمكن اتباعه، لمنع حدوث انسداد الكلى عندما تكون حالة وراثية.
لكن عندما تكون الحالة مكتسبة فيمكن:
- تجنب تكون حصوات الجهاز البولي.
- تجنب التعرض لالتهابات المسالك البولية.
- تجنب الإصابات الخطيرة في منطقة الحوض.
أخيرًا يمكننا القول بضرورة المتابعة المستمرة عند الإصابة بانسداد الكلى؛ إذ غالبا ما يتعرض الأشخاص الذين يعانون من انسداد حوض الكلى المتكرر إلى فشل كلوي. لذا يجب المتابعة الدورية والانتباه للأعراض، ويمكنك الكشف والمتابعة مع مركز أداء الذي يضم أحدث طرق العلاج المستخدمة في العالم، كما يمكنك التواصل معنا لحجز الاستشارة الطبية أونلاين والكشف مبكراً للإطمئنان علي صحة حوض الكلى.