فى البداية دعينا نلقي بعض الأسئلة لنتعرف معًا هل أنتي مصابة بمشاكل المثانة العصبية أم لا؟!
هل تشعرى بالحاجة للتبول أكثر من ثمان مرات في اليوم؟ وبضرورة التبول فجأة؟ هل تفقدين السيطرة على تدفق البول؟ هل تستيقظى عدة مرات في الليل للتبول؟ إذا كانت الإجابة بنعم؛ إذاً فأنتِ غالباً مصابة بمرض المثانة العصبية.
لابد أن هناك الكثير من التساؤلات التى تدور فى رأسك الآن؛ فهيا بنا نستعرض معا مفهوم المثانة العصبية؟ وما أسباب ظهورها عند النساء؟ وما الأعراض التى حين تظهر عليكِ يكون من الضروري زيارة الطبيب؟ وهل تؤثر مشاكل المثانة العصبية على العلاقة الحميمية؟
ما مشاكل المثانة العصبية عند النساء؟
تعد المثانة أحد اهم أجزاء الجهاز البولي التناسلي؛ إذ ينتقل البول الناتج عن الكلى إلى المثانة من خلال الحالبين.
يخزن البول في المثانة لبعض الوقت؛ فهي موقع تخزين فضلات الكلى. تطرد المثانة هذه الفضلات خارج الجسم في شكل بول عندما ترسل المراكز العليا في الجهاز العصبي المركزي .
تتكون المثانة من جزئين أساسيين، ألا وهما الجسم والقاعدة، إذ يتكون جسم المثانة من العضلات الملساء.
يمكن تعريف المثانة العصبية بحالة مرضية فيها لا تصل الرسائل العصبية اللازمة لحدوث عملية التبول من الدماغ إلى المثانة على الوجه الأمثل.
والجدير بالذكر أن المثانة تعتمد على العضلات للانقباض وإخراج البول عندما يكون الشخص مستعدًا لعملية التبول. ينظم المخ هذه العملية، لكن عندما تفقد الأعصاب الموجودة على طول المسار بين المثانة والمخ قدرتها على العمل بشكل صحيح، ذلك يتسبب بالإصابة بالمثانة العصبية.
إليكِ عزيزتي نوعين من مشاكل المثانة العصبية عند النساء، وهما:
- خمول المثانة: تعد هذه الحالة متلازمة عرضية، فيها تضعف العضلة الدافعة للبول؛ مما يتسبب في إفراغ المثانة بعد فترات طويلة نسبيًا أو عدم إفراغها بشكل كامل.
- فرط نشاط المثانة: تؤثر هذه الحالة على النساء أكثر من الرجال، وتؤدي إلى كثرة التبول بطريقة لا إرادية وهو مايعرف بالسلس البولى.
ما هو مرض المثانة العصبية عند النساء؟
علينا معرفة أن العضلات والمثانة يعملان معًا بانسجام؛ مما يساعد المثانة على إبقاء البول بداخلها أو الاستعداد لتفريغها.
في حال تلف الأعصاب المسؤولة عن عملية تفريغ المثانة وفقد القدرة على التحكم بها، ولا تستطيع الانضغاط للإفراغ التام للبول نتيجة الإصابة بمرض ما؛ فقد يسبب ذلك الإصابة بمشاكل المثانة العصبية.
يمكن سرد أبرز اعراض هذه الحالة على النحو التالى:
- تلف الأعصاب الناتج عن الإصابة بمرض السكري لمدة زمنية طويلة.
- تلف الأعصاب الشوكية.
- تعرض الحبل الشوكي لإصابة.
- مرض ألزهايمر.
- عيوب الحبل الشوكي الخلقية؛ مثل: تشقق العمود الفقري.
- أورام الدماغ أو الحبل الشوكي، الشلل الدماغي.
- نقص فيتامين B12.
ما اعراض المثانة العصبية عند النساء؟
تعاني معظم النساء المصابات بمشاكل المثانة العصبية من آلام تؤثر على صحتهم النفسية والجسدية، وهي:
- تسرب البول؛ نتيجة عدم حصول عضلات المثانة على الرسائل والإشارات العصبية من الدماغ.
- احتباس البول؛ نتيجة عدم حصول عضلات المثانة على الرسائل والإشارات العصبية المرتبطة بوقت تمرير البول.
- حدوث تلف للأوعية الدموية الدقيقة في الكلى في حال الامتلاء الشديد للمثانة؛ إذ يسبب ذلك ضغطًا إضافيًا وقد يؤدي إلى ظهور دم في البول.
- ظهور أنواع معينة من الالتهابات، مثل: التهاب المثانة، أو الحالبين، أو الكليتين؛ نتيجة إبقاء البول فيهن لفترة طويلة من الزمن قبل خروجه من الجسم.
هل تؤثر مشاكل المثانة العصبية عند النساء على العلاقة الحميمية؟
النساء معرضات أكثر للالتهابات في أثناء الجماع؛ وهذا بناءًا على طبيعة أجسادهن التشريحية التي تقضي بقصر مجرى البول.
لذا من الممكن أن تصاب المرأة بالالتهابات؛ مما ينتج عنه نمو أنواع بكتيريا مختلفة في المثانة.
ويمكنك معرفة ذلك عند ظهور أي من الأعراض التالية:
- الحاجة المستمرة إلى التبول، والشعور بألمِ بمنطقة البطن قبل المثانة.
- شعور مستمر بالحرقان والألم في أثناء عملية خروج البول.
- الإحساس بالانزعاج في منطقة الحوض.
- إفرازات مهبلية ليس لها سببًا.
أحيانا يصاحب هذه الأعراض أيضًا الحمى، ونزول البول مختلط بالدم، وكذلك آلام في الظهر عند منطقة الكليتين والجانبين، والإجهاد والإرهاق أيضا.
لهذا السبب ينصح بعدة احتياطات في حالة الاصابة بالمثانة العصبية، ولمنع انتقال العدوى إلى الزوج أو الوصول لمرحلة أن تصبح تلك المشاكل عقبة أمام الجماع؛ مما يؤثر على الصحة النفسية لكلا الزوجين.
وسواء أكان الأمر يدور حول هل التهاب المثانة تؤثر على العلاقة الحميمية بين الرجل والمرأة أم لا، فإليك بضعة احتياطات لابد من أخذها في الاعتبار:
- تنظيف المناطق التناسلية قبل وبعد العلاقات الحميمة، وهو أسلوب صحي للحماية من التهاب المثانة وتجنب حدوث مشاكل فى العلاقة.
- جعل شرب المياه أولوية يومية؛ لأنه يطرد السموم خارج الجسم.
- التغيير اليومي للملابس الداخلية؛ للحفاظ على جفاف المنطقة.
- الابتعاد عن أي طرق غير مألوفة في الممارسات الجنسية؛ لأنها تزيد من نسبة الإصابة بـالتهاب المثانة.
ولأن السيدات معرضات أكثر للإصابة نظرا لطبيعتها التشريحية التي تتميز بقصر مجرى البول وبالتالي وصول البكتيريا للمثانة بصورة أسرع؛ فمن الأفضل التوقف عن استخدام وسائل الحمل غير الآمنة، مثل: مبيد الحيوانات المنوية (وسيلة منع حمل أنثوية) الذي يعد عاملا كيميائيا؛ يسبب تهيج المثانة والأعضاء التناسلية.
كيف يمكن تشخيص حالات مشاكل المثانة العصبية عند النساء؟
عند الشك في الإصابة بمرض المثانة العصبية عند النساء؛ فيتبع الطبيب عدة طرق لتحديد سبب هذه المشكلات.
يوجه الطبيب أسئلة للمريضة؛ لمعرفة تاريخ العائلة لهذا المرض والأدوية والنظام الغذائي الذي تتبعه المريضة، ويمكن إجراء الفحوصات الطبية، مثل:
1- الفحوصات البدنية: تعتمد هذه الفحوصات على التركيب العضوي للحوض والجهاز العصبي؛ إذ يشمل الفحص العصبي تقييم حالة المخ وردود الأفعال والإحساس لدى المريضة. إضافة إلى تقييم إصابتها ببعض الحالات؛ تحديدًا هبوط المثانة.
من الضروري تقييم الإصابة بأي مشاكل تتعلق بالإدراك، وتيبس المفاصل والنشاط الجنسي، والحركة، وايضا ما يتعلق بالمريضات اللاتي يُعانين من إصابة الحبل الشوكي.
2- الفحوصات المعملية: تتضمن الفحوصات المخبرية إخضاع المريضة لتحليل البول، ومزراعة البول، وفحص مستوى اليوريا، والكرياتينين في الدم، وتجميع البول لمدة ٢٤ ساعة.
أيضًا الفحوصات الأخرى التي تهدف إلى تقييم وظائف الكلى لدى النساء اللاتى تعانين من مشاكل المثانة العصبية. في هذا السياق يشار إلى احتمالية إخضاع المريضة لفحص قياس حجم البول المتبقي بعد تفريغ المثانة؛ بهدف التأكد إذا كان تفريغ المثانة يكون بشكل كامل أم لا. يجرى ذلك من خلال إدخال قسطر عبر مجرى البول بعد تفريغ المثانة.
3- الأشعة المقطعية والموجات الفوق صوتية: وهما اجراءان لأخذ صورة للمثانة و صورة للجمجمة والنخاع الشوكي. الهدف منها معرفة المشاكل لتحديد سببها؛ ومن ثم تحديد طرق العلاج المناسبة لحالات مشاكل المثانه العصبيه عند النساء.
كيفية علاج المثانة العصبية عند النساء؟
عند الحديث عن طرق علاج المثانة العصبية، بعد تشخيص الحالة وتحديد مسبباتها، لا بد من الإشارة إلى وجود مجموعة من العلاجات التي يلجأ لها الطبيب المختص في علاج هذه المشاكل عند النساء، أبرزها التالى:
- الأدوية: التي تمنع التقلصات وتعمل على استرخاء عضلة المثانة، وتهدئة فرط نشاطها، مثل: مضادات الكولين، والمضادات الحيوية؛ لمنع أي عدوى قد تحدث وتنتج مشاكل المثانة العصبية.
- القسطرة المتقطعة: في هذه الحالة يجري الطبيب الحل اللازم وهو إدخال أنبوب رفيع عبر مجرى البول إلى المثانة عدة مرات خلال اليوم الواحد بهدف تفريغ المثانة.
- القسطرة المستمرة: في هذه الحالة يدخل الطبيب القسطرة عبر مجرى البول أو جدار البطن إلى داخل المثانة؛ بهدف تفريغها بشكل دائم.
توجد مجموعة علاجات أخرى يلجأ لها الطبيب في سبيل علاج المثانة العصبية تحديدًا الجراحة، وفي هذه الحالة تكون الجراحة هي الخيار الأفضل لعلاج مشاكل المثانة العصبية عند النساء.
يلجأ الطبيب للجراحة في الحالات التي يصبح فيها خيار القسطرة سواء متقطعة أو مستمرة غير فعال في السيطرة على حالة المثانة العصبية، وأبرزها:
مصرة بولية صناعية: لا بد من التدخل الجراحي في هذه الحالة، ويكون التحكم فيها ميكانيكيا. تعد أفضل اختيار للمريضات اللاتي لديهم قدرة جيدة على تفريغ المثانة، والمهارات الحركية في الأطراف العليا بما يمكنهم من الإمتثال لتعليمات استخدام الجهاز.
في حال عدم تنفيذ المريضة للتعليمات؛ فقد يؤدي ذلك إلى المعاناة من مخاطر معينة؛ كالفشل الكلوي.
ما طرق الوقاية من مشاكل المثانة العصبية عند النساء؟
لابد من تغيير بعض أنماط الحياة للسيطرة علي هذه المشاكل وتخفيف الأعراض. فيما يأتي أهم أنماط الحياة التي ينصح باتباعها في هذه الحالة:
- تجنب بعض أنواع الأطعمة أو المشروبات التي قد تسبب تهيج المثانة، مثل المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل: القهوة، المشروبات الغازية، الأطعمة الغنية بالتوابل والحمضيات.
- فقدان الوزن؛ إذ يساهم ذلك في التخفيف من الضغط على المثانة.
- العلاج السلوكي المتمثل بتأجيل التبول؛ إذ يساهم ذلك في السيطرة على البول.
وهنا -عزيزتى- نصل لختام مقالتنا؛ وقد أجبنا على جميع التساؤلات التى تدور فى ذهنك حول مشكلات المثانة العصبية وتأثيرها على صحتك وطرق العلاج والوقاية منها. مركز أداء يقدم لكِ مجموعة من الأطباء المختصة في علاج المشاكل عند النساء، يمكنكِ التواصل معنا وتمتعي بصحة جسدية ونفسية وحياة أسرية أفضل.