أصبح تكون حصوات الحالب أمرًا شائعًا، نتيجة السلوكيات غير الصحية، كالإقلال من شرب الماء، أو العادات الغذائية الخاطئة، وفي إطار التغلب على تِلك المشكِلة؛ استحدَث الأطباء عدة طرق علاجية لتفتيت حصوات الحالب، واستخراجها بأقل المخاطر، ومن ثَم استعادة الوضع الطبيعي للجهاز البولي ثانيةً. في هذا المقال يقدم لكم مركز أداء مقالًا شاملًا عن أنواع وأسباب وطرق تشخيص وعلاج حصوات الحالب.
ما هي حصوات الحالب؟
هي كُتَل صلبة غير منتظمةٍ، أو بلورات عالقة في الحالب، وقد يكون منشؤها الكلى، ثمَّ تحركت إلى الحالب لاحقًا، أثناء انتقال البول إلى المثانة عبر الحالب، وقد تنشأ حصوات الحالب في الحالب الأيمن أو الأيسر، وربما تكون الحصوات قريبة من الكلى أو المثانة البولية.
عادةً تكون حصوات الحالب دقيقةً حجمًا، بل قد يعسر رؤيتها بالعين المُجردة إن افترضنا إمكان ذلك. هذه الحصوات الدقيقة تنزل مع البول دون أن تسبب أي مشكلةٍ للمريض غالبًا. أمَا لو كانت تلك الحصوات كبيرة، فقد تمنع سريان البول عبر الحالب وصولًا إلى المثانة، بل قد يؤدي ذلك إلى شعور المريض بآلامٍ شديدة.
كذلك لابد من التنبيه إلى أنَ الحصوات ما هي إلَّا تجمع للأملاح والمعادن، تتراكمَ في شكل بلوراتٍ، أدَّت إلى تكوُّن هذه الحصوات بنهاية المطاف.
أنواع حصوات الحالب
لا تخرج أنواع الحصوات، سواءٌ كانت في الحالب أو الكلى، عما يلي:
1- حصوات الكالسيوم
تعد حصوات الكالسيوم الأكثر شيوعًا بين مختلف أنواع حصوات الحالب، وغالبًا ما تتكوَن من أكسالات الكالسيوم، والتي تزداد فرص الإصابة بها في حالة:
- الجفاف.
- تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بأكسالات الكالسيوم بكثرة، مثل: الشاي، والبرتقال، والسبانخ.
2- حصوات حمض اليوريك
تؤدي زيادة مستويات حمض اليوريك في الدم إلى تكون حصوات له في الكلى والحالب، وغالبًا ما يكون ذلك للمصابين بالنقرس، وهذه الحصوات أكثر شيوعًا بين الرجال.
3- حصوات الستروفايت
هذه الحصوات مرتبطة بعدوى الكلى المزمنة، وتزداد فرص الإصابة بها بين السيدات، خاصةً إذا كن يُعانين عدوى المسالك البولية بكثرة.
4- حصوات السستين
هذا النوع من الحصوات أقل شيوعًا بين المذكورين، ولا يصيب عادةً إلا المرضى الذين يعانُون اضطرابًا جينيًا يُعرَف بـ”البِيلة السِّيستِينية“، والسيستين حمض أميني يتسرب في البول بغزارة حال الإصابة بهذا الاضطراب الجيني.
عوامل خطر الإصابة بحصوات الحالب
ليس كل الناس مُعرضين للإصابة بحصوات الكلى، وإنَّما تزداد فرص الإصابة بها حال توفر أيٍ من العوامل الآتية:
1- التاريخ العائلي
قد يصبح المرء معرضًا للإصابة بحصوات الحالب إذا سبقت إصابة أحد أفراد الأسرة بحصوات الكلى أو الحالب.
2- الجفاف
تحتاج الكلى إلى الماء باستمرار؛ كي تُؤدي وظيفتها على أتم وجهٍ مُمكن، وتُنقي الدم من السموم، وعندما لا يشرب الإنسان ما يكفي حاجة جسمه من الماء، فإنَّ الكلى تُنتِج كمية أقل من البول، ويُصبِح مُركزا، ما يزيد فرص تكون الحصوات.
في الحالة الطبيعية، يُنتِج الجسم قدرًا كبيرًا من البول، بما يُؤدي إلى إذابة الأملاح المتراكمة في الجهاز البولي، ومنع تكوُّن الحصوات، ومِنْ ثَمَّ فالجفاف من عوامل خطر الإصابة بحصوات الحالب؛ لذا ينبغي شرب كميات مناسبة من الماء كل يوم.
3- الحِمْيَة الغذائية
كذلك، تزداد مخاطر الإصابة بحصوات الحالب حال الإفراط في تناول الأطعمة المليئة بأملاح الصوديوم، أو البروتين الحيواني، أو الأكسالات، ومن أمثلة الأطعمة الغنية بالأكسالات:
- السبانخ.
- الشوكولاتة.
- الشاي.
- المكسرات.
أيضًا، قد يؤدي الإفراط في الحصول على مكملات فيتامين سي، أو الأطعمة الغنية به إلى زيادة فرص الإصابة بحصوات الحالب.
4- الأدوية
تسهم بعض الأدوية في ظهور حصوات الحالب، مثل:
- مدرات البول.
- الستيرويدات.
- مضادات التشنجات.
- الأدوية المزيلة للاحتقان.
5- الأمراض
معاناة الإنسان من بعض الأمراض تؤدي أحيانًا إلى حصوات الحالب، ومن هذه الأمراض:
- السمنة.
- النقرس.
- فرط الدُريقات.
- مرض السكري.
- انسداد المسالك البولية.
- مرض القولون الالتهابي.
- مرض الكلى متعددة الكيسات.
- تكرُّر الإصابة بعدوى الجهاز البولية.
أعراض حصوات الحالب
لا تسبب حصوات الحالب الصغيرة أعراضًا غالبًا، لكن إذا سدت الحصوات مجرى البول، فقد تؤدي إلى ظهور الأعراض الآتية:
- الغثيان والقيء.
- ألم أثناء التبول.
- بول دموي، أو بني.
- كثرة الحاجة إلى التبول.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- نزول كميات صغيرة من البول.
- قد يمتد الألم إلى الجزء السفلي من البطن.
- ألم شديد في الظهر، أو الجانب، يجيء بين فترةٍ وأخرى.
كيف تتعامل مع أعراض حصوات الحالب؟
ينبغي شرب كميات مناسبة من الماء باستمرار حال الإصابة بحصوات الحالب، ومن ثم يُفضل شرب 2 – 3 لتر من الماء يوميًا؛ لتسهيل خروج الحصوات الصغيرة.
كذلك، قد تساعد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل: إيبوبروفين، أو نابروكسين، أو غيرهم في تسكين الألم، لكن ينبغي أن تستشير الطبيب أولًا قبل تناولها، هذا بالإضافة طبعًا إلى الوسائل العلاجية الأخرى التي سنتطرق لها بعد قليل.
تشخيص حصوات الحالب
يفحص الطبيب المريض قبل طلب الاختبارات التشخيصية، والتي قد تضمُّ ما يلي:
- فحص الأشعة المقطعية على المسالك البولية (بدون استخدام الصبغة): أحد الطرق التشخيصية لحصوات الحالب، ويعد أهم خيارٍ تشخيصي لحصوات الجهاز البولي عمومًا وأكثرها استخدامًا، فهو يحدد حجم الحصوات، وموضعها، وكذلك مدى صلابتها.
- الأشعة السينية على البطن والحوض: يمكن التعرف على الحصوات الكبيرة والكشف عن موضعها من خلاله أيضًا.
- تحليل البول: يكشف تحليل البول عن دلائل العدوى، وكذلك قياس مستويات المواد الموجودة في البول، والتي قد تكون السبب وراء حصوات الحالب.
- اختبارات الدم: لفحص وظائف الكلى، ومدى قدرتها على القيام بوظيفتها في تنقية الدم من السموم، بالإضافة إلى البحث عن دلائل العدوى، مثل زيادة عدد كرات الدم البيضاء، وأيضًا الكشف عن أي مشكلةٍ قد تكون سببًا لحصوات الحالب.
- الموجات الصوتية: تستخدَم الموجات الصوتية؛ للكشف عن أي انسدادٍ في الجهاز البولي؛ إذ يعطي صورًا تفصيلية دون الحاجة إلى الإشعاع.
كم تظل الحصوة عالقةً في الحالب؟
يختلف وقت بقاء الحصوة في الحالب من مريضٍ لآخر؛ إذ تختلف قدرة جسم كل إنسانٍ على التخلُّص من الحصوة، وقد يعسُر خروج حصوات الحالب لدى بعض المرضى، ما يستدعي تدخُّلًا علاجيًا على الفور.
إذا كان حجم الحصوة في الحالب أقل من 4 ملليمتر، فسرعان ما تخرج مع البول لدى كثير من الناس في غضون أسبوعٍ أو اثنين، وعمومًا فما إن تصل الحصوة إلى المثانة البولية، فما هي إلَّا بضعة أيامٍ وتخرج من الجسم.
علاج حصوات الحالب
تختلف طريقة العلاج المتبعة حسب حجم الحصوة، وشدة الأعراض التي يعانيها المريض، بالإضافة إلى تشخيص الطبيب، كما تضم طرق علاج حصوات الحالب ما يلي:
1- الأدوية
توجد بعض المسكنات والأدوية الخاصة التي تساعد على نزول الحصوات، خاصةً القريبة من الحالب، ومما قد يستخدم في علاج حصوات الحالب:
نوع الحصوة | الدواء |
حصوات الكالسيوم | – سترات البوتاسيوم: تجعل البول أكثر قلوية وأقل حمضية.– مدرات البول: تساعد في التخلص من الكمية الزائدة من السوائل المتراكمة في الجسم، بالإضافة إلى الكالسيوم. |
حصوات الستروفايت | – المضادات حيوية: للتعامل مع العدوى البكتيرية، إذ تأتي هذه الحصوات غالبًا في أعقاب عدوى الجهاز البولي.– حمض أسيتوهيدروكساميك: يُساعد في منع تراكم الأمونيا في البول. |
حصوات السستين | – تيوبرونين: يمنع تكوُّن حصوات الكلى للمصابين ببيلة سيستينية.– سترات البوتاسيوم: لتقليل حموضة البول. |
2- تفتيت الحصى بموجات الصدمة
تستخدم في تِلك التقنية موجات تصادمية عالية الطاقة؛ لتفتيت الحصوات المتكونة في الحالب؛ إذ يسهل تحرك الأجزاء الصغيرة من الحصوات بعد تفتيتها عبر الجهاز البولي، ونزولها مع البول، وغالبًا ما تجري الجلسات لتفتيت الحصوات تحت تأثير المهدئ فقط دون حاجةٍ إلى تخدير.
3- منظار الحالب
تكون الحصى عالقة بين الكلى والمثانة، ويصل الطبيب بالمنظار إلى الحصى عبر المثانة، وما إن يجدها حتى يبدأ في إزالتها، أو تفتيتها بواسطة الليزر.
4- الليزر
يستخدم في وجود منظار الحالب المرِن، كما أصبح من أيسر الطرق وأكثرها أمانًا في استخراج الحصوات المتواجدة في أحد جيوب الكلى، خاصةً الصغيرة منها؛ إذ إنَّ المنظار له القدرة على الوصول لأي مكان داخل الكلى، وتفتيت الحصى في نفس مكانها باستخدام الليزر.
5- استخراج الحصوات باستخدام منظار الكلى
يلجأ الطبيب إلى هذه الطريقة في حالة وجود حصوات كبيرة أو عديدة، أو مُتشعبة في أجزاء الكلى المختلفة، مما يحتاج إلى صنع جرحٍ صغير لا يتعدى 1 سنتيمتر في الجانب؛ كي يتمكن الجراح من الوصول إلى الكلى من خلاله، وتفتيت الحصوات الكبيرة إلى أجزاء أصغر، ثم استخراجها من الكلى باستخدام هذا المنظار، بأقل أعراضٍ جانبية ممكنة، وبدون مخاطر الجراحة التقليدية.
كيفية منع حصوات الحالب
ختامًا، إليك أهم النصائح التي تساعدك في تجنُّب حصوات الحالب:
- مراجعة الأدوية والمكملات التي تتناولها مع طبيبٍ مختص، فقد يؤدي الإفراط في جرعات فيتامين سي إلى حصوات الحالب.
- شرب 2 – 3 لتر من الماء يوميًا، والمواظبة على ذلك؛ حفاظًا على وظائف الكلى، ومنعًا لتكوُّن الحصوات.
- التقليل من تناول الأطعمة التي قد تزيد مستويات حمض اليوريك في الدم، مثل: اللحوم، والبيض.
- الحد من تناول الأملاح، وعدم تجاوز 1500 مجم من أملاح الصوديوم يوميًا.
- عدم الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالأكسالات، مثل: السبانخ، والبطاطس.
في مركز أداء؛ تجد نخبة من كِبار أطباء المسالك البولية، حيث يمكنك علاج حصوات الحالب، وأي مشكلة أخرى في الجهاز البولي، بأحدث التقنيات العلاجية وأكثرها أمانًا، بعد اتباع الآليات التشخيصية اللازمة، والوقوف على سبب المشكلة. تواصل معنا الآن للحصول على الاستشارة الطبية.