تضخم البروستاتا الحميد | هل يعد ورمًا سرطانيًا؟

يعد تضخم البروستاتا الحميد واحدًا من أشهر الأمراض التي تصيب غدة البروستاتا (غدة من أهم الغدد التناسلية البولية الذكرية) لدى الذكور وخاصة مع التقدم في العمر؛ إذ تشير الإحصائيات إلى أنه من النادر ظهور أعراض تضخم البروستاتا الحميد قبل سن الأربعين.

بينما تزداد نسبة أولئك الذين يعانون من أعراض تضخم البروستاتا مع الدخول في سن الستين وصولًا بسن السبعين عاما، بل ببلوغ سن التسعين يكون من المؤكد بنسبة كبيرة الإصابة بهذا المرض!

لكن هل المقصود بتضخم البروستاتا الحميد بأنه ليس ورمًا سرطانيًا أم لا؟ ولماذا تزداد احتمالية الإصابة كلما تقدم الرجل في العمر؟ هذا ما سنناقشه سويًا في السطور القليلة القادمة…

ما المقصود بتضخم البروستاتا الحميد؟

يعرف التضخم الحميد للبروستاتا أيضًا باسم فرط تنسُج غدة البروستاتا الحميد (benign prostatic hyperplasia) أو انسداد البروستاتا الحميد، وهو حالة مرضية فيها تتضخم أنسجة الغدة البروستاتية عند الرجال تضخمًا ليس سرطانيًا.

من المعروف علميًا أن غدة البروستاتا تستمر في النمو طوال فترة حياة الذكر. هناك مرحلتين أساسيتين لنمو غدة البروستاتا، وهما:

  1. المرحلة الأولى تكون في سن البلوغ، وفيها يتضاعف حجم الغدة.
  2. بينما تبدأ المرحلة الثانية عند بلوغ سن 25 عامًا، وغالبًا ما يحدث تضخم البروستاتا الحميد مع هذه المرحلة.

عادة ما يصاحب تضخم البروستاتا الحميد بعض التغيرات التي قد تؤدي إلى احتباس البول، وتتضمن:

  • الضغط على مجرى البول؛ مما يسبب ضيقًا في مجرى البول.
  •  يزداد سمك جدار المثانة وتفقد القدرة على تفريغ البول تمامًا.

يعتقد البعض أن تضخم البروستاتا الحميد يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا (فكما ذكرنا سابقًا بأن التضخم الحميد للبروستاتا ليس ورمً سرطانيًا)، لكن تشير الدراسات إلى أن خطر الإصابة بسرطان البروستاتا لا يزداد عند أولئك الرجال الذين يعانون من التضخم الحميد للبروستاتا.

لا يشكل تضخم البروستاتا أي خطر على صحة الإنسان إلا إذ أثر هذا التضخم بشكل سلبي على مجرى البول؛ مما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض في التبول.

أسباب تضخم البروستاتا الحميد

حتى الآن السبب الرئيسي للاصابة بتضخم البروستاتا الحميد غير معروف، لكن تشير الإحصائيات إلى أن حدوثه مرتبط بحدوث بعض التغيرات الهرمونية عند التقدم في العمر؛ إذ إنه يصيب نحو 50% من الرجال الذين تزداد أعمارهم عن 60 عامًا.

أعراض تضخم البروستاتا الحميد

يمكننا تقسيم الأعراض إلى قسمين رئيسين، كما يلي:

1- الأعراض الانسدادية

يبدأ ظهور هذه الأعراض بسبب انسداد مجرى البول مما ينتج عنه:

  • استغراق وقت أطول في عملية التبول؛ إذ يحتاج الأمر لمدة طويلة قبل نزول البول وخاصة بعد الاستيقاظ من النوم.
  • قد يحتاج المريض للضغط على نفسه كي ينزل البول (أو ما يُعرف بالحزق).
  • ضعف تدفق البول ونزوله بشكل متقطع على هيئة نقط.
  • الشعور بامتلاء المثانة رغم الذهاب للحمام

2- الأعراض التهيجية

تبدأ هذه الأعراض في الظهور نتيجة تدهور الحالة إلى حدوث تهيُج في المثانة؛ بسبب زيادة سمك بطانة المثانة وقلة مرونتها نتيجة للانسداد المزمن الذي يسببه التضخم الحميد للبروستاتا. يظهر هذا على شكل:

  • الشعور برغبة ملحة ومستمرة طوال الوقت لدخول الحمام.
  • تفريغ قدر ضئيل من البول عند التبول.
  • الشعور بحرقان في أثناء عملية التبول.
  • الاستيقاظ عدة مرات ليلًا لدخول الحمام؛ مما يؤثر بالسلب على جودة النوم ومن ثَّم التاثير بالسلب على نشاط الجسم في الصباح.

كيفية تشخيص تضخم البروستاتا الحميد؟

يمكن تشخيص تضخم البروستاتا الحميد كما يلي:

1- يسأل الطبيب في البداية عن سن المريض والأعراض التي يعاني منها وشدة هذه الأعراض، ومعرفة ما إذا كانت هناك أمراض أخرى يعاني منها المريض.

2- يطلب الطبيب بعض تحاليل الدم، مثل: 

  • تحليل دلالات أورام البروستاتا
  • تحليل البول الكامل
  • تحليل صورة دم كاملة في حالة وجود نزيف شديد

3- بعدها يبدأ الطبيب بفحص المريض إكلينيكيًا وشرجيًا باستخدام الأشعة التليفزيونية (السونار) لتقييم حجم البروستاتا ووضع المثانة وكلتا الكليتين.

4- قياس اندفاع قوة البول، وذلك من خلال جهاز يترجم حالة كل مريض على حدة في شكل رسم بياني ويمكن الاعتماد عليه في المتابعة مستقبلًا.

5- قد تحتاج بعض الحالات لعمل سونار على غدة البروستاتا من خلال فتحة الشرج وأخذ عينة من الغدة لتحليلها بايولوجيًا؛ وذلك في الحالات التي يكون فيها مستوى دلالات الأورام في الدم مرتفع عن المعدل الطبيعي.

6- بينما هناك بعض الحالات التي يفحص فيها الطبيب ديناميكية عملية التبول؛ خاصة عند وجود تدهور في وظيفة المثانة بسبب الانسداد الذي خلفة تضخم البروستاتا الحميد.

علاج تضخم البروستاتا الحميد

يمكن علاج تضخم البروستاتا الحميد بعدة تقنيات، كما يلي:

1- العلاجات التحفظية 

وفيها ينصح الطبيب المريض بمجموعة من الإرشادات، تشمل:

  • تقليل شرب السوائل ليلًا وخاصة تلك التي تساعد على إدرار البول.
  • إذا كان المريض يعاني من مرض الضغط؛ يكون من الأفضل له مراجعة طبيبه المختص لتغيير العلاج إذا كان مدرًا للبول.
  • الامتناع عن شرب الكحوليات.
  • تجنب الإصابة بنزلات البرد قدر الإمكان.
  • تجنب احتباس البول لفترة طويلة.
  • تجنب الاستثارة الجنسية غير المفرغة.

2- العلاجات الدوائية

يعتمد وصف الطبيب لنوع الدواء وكميته على حالة المريض وشدة الأعراض التي يعاني منها ونوعها. لابد من ان يستمر المريض على هذه الأدوية مدى حياته إذا ساعدت في تخفيف الأعراض، وتتضمن:

  • الأعشاب الطبية: ليس لها دورًا في علاج الأعراض لكنها تساعد على الحد منها.
  • أدوية تساعد على غلق مستقبلات ألفا: يعد النوع الأساسي لعلاج الأعراض والتحكم بها؛ إذ يعمل على استرخاء العضلات الداخلية للبروستاتا مما ينتج عنه سلاسة في تدفق البول.
  • أدوية تساعد على تهدئة الانقباضات اللاارادية للمثانة: وذلك لتقليل عدد مرات الذهاب إلى الحمام وخاصة في الليل. كما تساعد المريض على التحكم في عملية التبول.
  • أدوية تقلل من إفراز هرمون الذكورة: وذلك لتقليل حجم غدة البروستاتا.

3- العلاج بالمنظار أو التدخل الجراحي لاستئصال تضخم البروستاتا

يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي أو بالمنظار لإزالة الجزء المتضخم من البروستاتا في حالتين هما:

  • معاناة المريض من مضاعفات في الجهاز البولي
  • عدم رضا المريض عن كيفية التبول بعد تناول الأدوية. 

مناظير استئصال الجزء المتضخم من البروستاتا

يمكن تجنب حدوث القذف المرتجع الذي يحدث بعد المناظير المختلفة مع بعض التقنيات الحديثة، مثل: الريزوم واليوروليفت.

لكن لا يوجد تحسن في عملية التبول تحسنًا تامًا كما يحدث بعد المناظير الاعتيادية؛ إذ إنها إجراءات بسيطة تجرى تحت تأثير البنج الموضعي وخاصة في حالة المرضى الذين لا يمكن تخديرهم كليًا أو حتى نصفيًا. وتتضمن المناظير:

1.المنظار أحادي القطب: وهو أول طريقة استُخدمت لاستئصال الجزء المتضخم من البروستاتا، ونادرًا ما يًستخدم حاليًا.

2. المنظار ثنائي القطب: يعد الطريقة المُثلى حاليًا لاستئصال البروستاتا بأمان مع احتمالية حدوث مضاعفات أقل.

3- منظار الهولميوم أو الثوليوم ليزر أو الجرين ليزر: ويستخدم في علاج حالات التضخم الشديد للبروستاتا وذات الأحجام الكبيرة.

لكن هناك عيبًا لهذه الطريقة وهو أن نسبة التحسن تكون أقل بكثير من التحسن بعد المنظار ثنائي القطب، وقد يحتاج المريض إلى الخضوع له مرة أخرى.

التدخل الجراحي لإزالة تضخم البروستاتا 

يعد التدخل الجراحي لإزالة تضخم البروستاتا من الطرق الأكثر فاعلية لعلاج تضخم البروستاتا الحميد وخاصة في حالات التضخم الشديد.

4- الأشعة التداخلية لغلق الشريان المغذي للبروستاتا

تُستخدم هذه الطريقة في الحالات التي يعاني فيها المريض من اعراض بسيطة أو متوسطة، كما يكون التضخم بسيط ولا يمكن إزالته بالمنظار العادي بسبب الحالة الصحية للمريض.

5- دعامة البروستاتا

تُستخدم عند ضعف الحالة الصحية العامة للمريض وعدم القدرة على التدخل بالمنظار؛ لذا يمكن العلاج بدعامة البروستاتا باستخدام البنج الموضعي.

مضاعفات تضخم البروستاتا الحميد 

يعد تضخم البروستاتا الحميد واحدًا من أشهر الأمراض التي إذا لم تُعالج مبكرًا أو أُهمل علاجها؛ يمكن أن تزداد حدة أعراضه سواء الانسدادية كانت أو التهيجية مما قد يؤدي ‘إلى حدوث مضاعفات خطيرة للجهاز البولي.

إليك أهم 6 مضاعفات من مضاعفات تضخم البروستاتا الحميد:

  1. تكرار وجود التهابات صديدية في البول.
  2. احتباس البول كليًا.
  3. زيادة كمية البول المتراكم داخل المثانة بعد عملية التبول.
  4. تكون حصوات أو جيوب داخل المثانة.
  5. تضخم الكليتين مع ارتفاع مستوى وظائف الكلي في الدم.

أخيرًا يمكننا القول أن تضخم البروستاتا لا يمثل خطرًا في حد ذاته على صحة المريض، لكن بعض الحالات قد يحدث لها مضاعفات تهدد حياة الإنسان، مثل: الفشل الكلوي. نحن في مركز أداء نُدرك أن تضخم البروستاتا الحميد يمكن أن يكون مصدر قلق كبير، لذلك يمكنك التواصل معنا والكشف دورياً على البروستاتا وخاصة بعد بلوغ سن الأربعين في حالة عدم ظهور أعراض هو الحل الأمثل لتجنب حدوث أي مشكلات صحية مستقبلًا.

أفضل الأطباء

Adaa Mecial Center

نحن مجموعه من أطباء المسالك البوليه و التناسليه و العقم و أطباء النساء و التوليد و أطباء الصحة النفسية من اكبر الجامعات المصرية المتميزين كل في تخصصه نهدف الي تقديم خدمه طبيه متميزه و اعلي درجات الجوده و الحرفيه و تطبيق احدث ما توصل له العلم في كافه التخصصات الطبيه المذكوره و باستخدام احدث التقنيات و احدث الاجهزه التشخيصيه و العلاجيه

أهم خدمات المركز

علاج تضخم البروستاتا
(جهاز الريزوم )

Related Articles

%d bloggers like this: