توجد العديد من التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في جسد المرأة خلال فترة حملها، ويعد تضخم الكلى في أثناء الحمل من أشهر هذه التغييرات؛ إذ يؤثر الحمل بشكل كبير على الكلى!
فهلم بنا نتعرف على أسباب تضخم الكلى الذي يحدث خلال تلك الفترة، وأعراضه، وكيفية تشخيصه، وهل يمكن أن يؤثر أثناء فترة الحمل على الجنين؟!
أسباب تضخم الكلى أثناء الحمل
يؤثر الحمل بشكل كبير على الكلى من جميع الجوانب الفسيولوجية؛ إذ تتوسع الأوعية الدموية ويزداد قطرها مع زيادة حجم الكلى.
يزيد أيضًا تدفق البلازما الكلوية (RPF) بنسبة 80% مقارنة بالنساء غير الحوامل، وتنخفض مستويات الصوديوم في الدم.
بعد أن تعرفنا على مفهوم تضخم الكلي سنتعرف على أسباب حدوثه أثناء الحمل، وتشمل:
- زيادة إنتاج هرمون الحمل؛ الذي يؤدي لارتخاء العضلات.
- زيادة حجم الكلى نتيجة ضغط الجنين على الحالبين أو أحدهما في أثناء نموه.
- ارتجاع البول لكلية المرأة الحامل.
- وجود حصوات داخل كلى المرأة الحامل يتسبب في انسداد الحالب.
أعراض تضخم الكلى أثناء الحمل
لا يصاحب تضخم الكلى في أثناء الحمل ظهور أى أعراض عادة. في بعض الأحيان تظهر بعض الأعراض؛ نتيجة زيادة حجم الكلى من 1 إلى 1.5 سنتيمتر (أى بنسبة 30% من حجم الكلية الواحدة) ثم تعود إلى حجمها الطبيعي خلال 6 أشهر بعد الولادة.
لكن على المرأة الحامل توخي الحذر عند وجود أي من الأعراض التالية وسرعة التوجه لاستشارة الطبيب:
- الشعور بألم في البطن والظهر والجوانب.
- التهابات المسالك البولية الحادة والمتكررة.
- نزول دم في البول.
- ارتفاع درجة الحرارة، والإصابة بالحمى الشديدة.
- دخول الحمام باستمرار، والرغبة الملحة في التبول.
- ضعف تدفق البول وإفراغ غير كامل للمثانة.
- الشعور بالمغص الكلوي.
كيفية تشخيص تضخم الكلى أثناء الحمل
لابد عند ظهور أى من الأعراض التي ذكرناها على المرأة الحامل أن تذهب على الفور للطبيب المختص لتشخيص الحالة؛ وهناك عدة طرق للتشخيص، منها:
1. الموجات فوق الصوتية (Ultrasound)
يوفر مركز أداء فحص الموجات الصوتية على البطن والحوض وفيها تُستخدم موجات صوتية عالية التردد؛ لتحديد مدى توسع حوض الكلى ومعرفة مقدار التضخم الذي حدث للمرأة الحامل. من خلال ذلك يستطيع الطبيب تحديد ما إذا كان تضخم الكلى طبيعيًا أم ناتج بسبب حالة مرضية.
2. تحليل البول (Urine analysis)
هو اختبار لفحص البول والكشف عن وجود التهابات بالمسالك البولية، وأمراض الكلى ووجود التهاب في المسالك البولية؛ إذ يتضمن هذا الاختبار التأكد من لون البول وتركيزه ومحتواه فإذا كان لون البول غامق؛ فهو نتيجة وجود التهابات بولية نتيجة وجود اضطرابات في المسالك البولية والكلى.
3. فحص وظائف الكلى
يتضمن هذا الاختبار قياس (GFR) الذي يقيس مدى كفاءة الكليتين في تنقية الفضلات التي تخرج من الجسم مع البول، وتحليل نسبة الأملاح في الدم للتأكد من أن الكلية تعمل بشكل طبيعى دون وجود أى مشاكل بها.
4. فحوصات الدم
فحص وظائف الكلى: تُجرى فحوصات الدم لمعرفة نسبة الكرياتين في الدم (creatinine)؛ لمعرفة قدرة الكلى على التخلص منه وطرده في البول.
إذا كانت نسبة الكرياتينين في الدم لدى النساء وخاصة النساء الحوامل أعلى من 1.2 ملليجرام/ ديسيلتر فهذه إشارة لوجود مشكلة في الكلى، وتتطلب معرفة سببها ومعالجتها من قبل الطبيب المختص حفاظًا على صحة المرأة الحامل وحفاظًا على صحة جنينها.
اختبار صورة الدم الكاملة: للكشف عن وجود فقر دم، وهو أمر شائع بين النساء الحوامل عمومًا.
بعد إجراء هذه الاختبارات وتحليل نتائجها تكون هناك بعض حالات تضخم الكلى في أثناء الحمل التي لا تحتاج إلى أى تدخل طبى أو أي إجراءات طبية؛ نظرًا لاستقرار الأمور لدى المرأة الحامل وظهور الأعراض عليها بشكل خفيف ولا تُشكل خطرًا على صحتها. عادة ما يختفي هذا التضخم من تلقاء نفسه بعد الولادة بعدة أسابيع وربما عدة أشهر لا تتجاوز الـ 6 أشهر.
لكن بعض الحالات تحتاج لتدخل طبى، وهناك عدة طرق للعلاج يحددها الطبيب المختص:
- بعد ظهور الأعراض وعمل التحاليل اللازمة.
- وعلى حسب مدى قوة هذه الأعراض ونسب التحاليل والأشعة يكون العلاج.
بعد أن تعرفنا معًا على الأسباب التي تؤدي إلى تضخم الكلى في أثناء الحمل وأعراض هذا التضخم، وكيفية تشخيصه؛ يأتي دور طرق العلاج.
طرق علاج تضخم الكلى أثناء الحمل
كما ذكرنا سابقا أن ليس كل الحالات تحتاج لعلاج؛ فعلى حسب ظهور الأعراض وشدتها ومدى تأثير هذا التضخم على صحة المرأة الحامل، وتحديد إذا ما كان هذا التضخم طبيعي ولا يسبب مشاكل ويختفي من تلقاء نفسه أم أنه بسبب مرضى؛ فهنا يحدد الطبيب الطريقة اللازمة لعلاج تضخم الكلى في أثناء الحمل، وتتضمن طرق العلاج:
- تناول بعض المسكنات والمضادات الحيوية في حالة ظهور أعراض يمكن تحملها، ولا تؤثر بأى شكل على صحة المرأة الحامل.
- إدخال ما يسمى بقسطرة الحالب (pigtail insertion)؛ للوقاية من المضاعفات الكبيرة لتضخم الكلى.
- معرفة سبب حدوث تضخم الكلى؛ فالكل سبب طريقة علاج مختلفة وهذا ما يحدده الطبيب المختص بعد إطلاعه على التحاليل اللازمة التى طلبها سابقًا.
- محاولة تحديد سبب التضخم هل تضخم فسيولوجي في أثناء الحمل، أم تضخم بسبب حصوات الحالب التي يكون من الصعب تشخيصها خاصة في فترة الحمل؛ نتيجة خطورة استخدام الأشعة التي قد تؤثر بالسلب على الجنين.
كيفية الوقاية من تضخم الكلى أثناء الحمل
يمكننا تجنب ظهور أعراض تضخم الكلى في أثناء الحمل ومضاعفاتها، وذلك من خلال:
- إجراء الفحوصات والأشعة اللازمة كل 3 أشهر لمتابعة وظائف الكلى.
- الحفاظ على شرب كمية كبيرة من الماء تعادل 3 لتر يوميًا؛ لطرد السموم من الكلى.
- التقليل من تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة أملاح عالية.
- تناول الخضراوات والفواكه؛ لتحسين وظائف الجسم.
- معالجة السبب فور اكتشاف حصوات الكلى أو الحالب؛ لتجنب حدوث تضخم كلوى.
بعد أن تعرفنا على مدى تأثير تضخم الكلى في أثناء الحمل على صحة المرأة الحامل؛ فهيا بنا نتطرق إلى معرفة هل يؤثر تضخم الكلى في أثناء الحمل على الجنين؟
هل يؤثر تضخم الكلى أثناء الحمل على الجنين؟
في العادة لا يسبب في أثناء الحمل أى مشكلات على صحة الجنين. تظهر هنا المشكلة عند تعرض الأم لالتهابات المسالك البولية أو تعرضها لأى تلف في الكلى، هنا تكون الخطورة على صحة المرأة الحامل والجنين. لكن في حالة التشخيص المبكر عند ظهور أعراض التضخم التى ذكرناها في أثناء الحمل يمكن التقليل من المضاعفات التي قد تؤثر على صحة الأم وجنينها.
ختامًا، بعد أن تعرفنا على كل ما يجب معرفته عن تضخم الكلى في أثناء الحمل، وأن الأمر يصبح أبسط إذا اكتُشف مبكرًا؛ فتكون حدة الأعراض أقل ويمكن تجنب حدوث هذا التضخم بالفحوصات الدورية المنتظمة. يوفر مركز اداء احدث أساليب التشخيص والعلاج من قبل أطباء مختصة في أمراض المسالك البولية والكلى، يمكنك التواصل معنا للحصول علي الإستشارة الطبية المناسبة لك.